رسالة بيع العقار في طور الإنجازpdf
كان الغذاء و السكن، هدفين أساسيين يملان حياة الإنسان منذ ظهوره على الأرض، يسعى بطريقة أو بأخرى لملء بطنه ولإيواء جسمه داخل الكهوف والمغارات التي صنعتها الطبيعة رفقا بالإنسان من قساوة فصول السنة.
فلقد أدى ارتفاع معدل النمو الديمغرافي داخل المدن، و الهجرة القروية الناتجة عن تدهور مستوى المعيشة بالبادية وعصرنة القطاع الفلاحي.
فكان من نتائج هذه الأزمة، ونتيجة لقلة الوحدات السكنية أن برزت على مستوى الممارسة التعاقدية، ظاهرة بيع العقارات في طور الانجاز، أو حتى في مرحلة المشروع أو ما يطلق عليه البيع على التصميم.
ولعل هذا هو ما دفع المشرع المغربي إلى إصدار القانون 200.44، متوخيا منه خلق مناخ سليم و ملائم بعيدا عن مظاهر النصب و الاحتيال و التلاعب في هذا النوع من المعاملات العقارية.
وتندرج هذه التعديلات في سياق الإطار العام الرامي إلى تعديل وتجديد التشريعات الحالية، بهدف جعلها مواكبة وملائمة للمستجدات التي تعرفها الساحة القانونية والاجتماعية والاقتصادية.
وبالأخص منها الجانب الاستثماري والتنموي والكل في خضم ترسيخ دولة المؤسسات والقانون.. (تابع قراءة المزيد: تحميل رسالة بيع العقار في طور الإنجاز pdf في أخر الموضوع).
↔
وهذا البيع العقاري مرسوم له أن يبرم عبر مرحلتين هامتين هما: البيع الابتدائي ثم البيع النهائي وتؤدي فيه الأقساط بالثمن خلال آجال معينة، وتبعا لتقدم أشغال البناء ، ويحتفظ فيه البائع بحقوقه وصلاحياته باعتباره صاحب المشروع إلى غاية انتهاء الأشغال.
بالرغم من تزايد أهميته مع توالي الأيام ، إلا أن ذلك لم يكن حائلا دون إقبال الأطراف المعنية به على التعاقد على أشياء عقارية مستقبلية وذلك وفقا للقواعد العامة المنصوص عليها في ق ل ع ، التي تجيز التعامل بهذا النمط التعاقدي..
إن على مستوى الالتزامات المتقابلة للبائع والمشتري، أو شكلية انعقاد هذا البيع ، اللهم ما يتعلق بالصياغة، فمصطلح العقار الذي ورد في النص المغربي ( الفصل 1-618 ق ل ع ) جاء غير مطابق لما يقصده المشرع، حيث إن المقصود هو البنايات أو العمارات على غرار ما جاء في النص الفرنسي ، ( la vente d ' immeubles en l ' état futur d ' achevement ) وكان جديرا أن يكون ذلك واضحا دون ليس لان العقار لفظ يتسع لشمول كل شيء ثابت في حيزه لا يمكن نقله من مكانه دون تلف.
وتتجلى أهمية عقد بيع العقار في طور الانجاز ، في وقت لم تعد فيه قضية السكني نقطة خلاف بين اثنين ، ليس من حيث دراجة أهميتها في استقرار المواطن فحسب، ولكن أيضا في كونها عاملا من العوامل الأساسية في تحريك أي مخطط تنموي ، وفي رفع مردودية بشكل ايجابي على عدة مستويات.
ولاشك أن لهذا القانون فوائد اجتماعية هامة ، لما يوفره للمشتري من إمكانية ادخار ثمن مناسب للظفر بسكن بالخصوص في وقتنا الحاضر، حيث أصبحت ملكية محل تجاري ، أو شقة في مجمع سكني هي الطريق الأسهل لاكتساب ملكية عقارية، أما على الصعيد الاقتصادي فتظهر أهمية هذا البيع فيما يوفره للمنعشين العقاريين من تمويلا إضافي، يمكنهم من توسيع نشاطهم في مجال البناء و إنتاج السكن.
إلى أي حد استطاع القانون 00 . 44 المتعلق بيع العقار في طور الانجاز تحقيق أهدافه، و ما هي إشكاليات تطبيقه ؟
ترتيبا على ذلك سنحاول معالجة هذه الإشكالية وفق التصميم التالي :
المزيد من المواضيع المهمة :